القرفة، التوابل الشهيرة التي تُستخدم في الطهي والطب البديل منذ قرون، تحمل فوائد صحية مذهلة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم مستويات سكر الدم والدهون الثلاثية. في هذا المقال، سنستعرض بتفصيل تأثير القرفة على هذه الجوانب الصحية، مستندين إلى دراسات علمية وتجارب عملية، لنعرف كيف يمكن للقرفة أن تكون جزءًا من روتين صحي متوازن.
ما هي القرفة؟
القرفة هي لحاء الشجرة الذي يتم تجفيفه واستخدامه كتوابل، وهي تأتي بنوعين رئيسيين:
- القرفة السيلانية: تُعرف أيضًا بالقرفة الحقيقية، وهي أقل انتشارًا وأغلى ثمنًا.
- القرفة الكاسيا: هي الأكثر شيوعًا واستخدامًا في العالم.
كل نوع من القرفة يحتوي على مركبات نشطة تساهم في فوائدها الصحية، وأبرز هذه المركبات هو السينمالدهيد الذي يُعتقد أن له تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
وقال خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه على منصة إكس: "جمعية السكري الأمريكية أجرت دراسة على 20 رجل و20 امرأة في عمر الخمسينيات واستخدموا القرفة لمدة 40 يوم بشكل معتدل وبدون إفراط".
وتابع: "تم قياس مستوى السكر في الدم والدهون الثلاثية ومستوى الكوليسترول، ووجدوا أن سكر الدم نزل بنسبة 29% والدهون الثلاثية نزلت بنسبة 30% ، ومجموع الكوليسترول نزل بنسبة 26% ، والكوليسترول الضار نزل بنسبة 27%".
وأضاف: " لذلك القرفة ممتازة للأشخاص الذي يعانون من مرض السكري، مع الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنوم الجيد والابتعاد عن الضغوطات والمتابعة مع الطييب".
وأشار إلى أنه يمكن تناول كوبين أو 3 أكواب في اليوم.
تأثير القرفة على سكر الدم
من أهم الفوائد الصحية للقرفة هو قدرتها على تنظيم مستويات سكر الدم، وهو أمر حيوي للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أو الذين لديهم مخاطر عالية لتطوير هذا المرض.
- تحسين حساسية الأنسولين: أظهرت الدراسات أن القرفة يمكن أن تحسن حساسية الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى الخلايا. تحسين حساسية الأنسولين يساعد في تقليل مستويات سكر الدم.
- تقليل مستويات سكر الدم الصائم: في دراسة نشرت في مجلة رعاية مرضى السكري، وجد الباحثون أن تناول القرفة بانتظام يمكن أن يقلل من مستويات سكر الدم الصائم بنسبة تصل إلى 29%.
- تأثير القرفة على سكر الدم بعد الوجبات: هناك أدلة تشير إلى أن القرفة قد تقلل من ارتفاع سكر الدم بعد تناول الوجبات، مما يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز بشكل أفضل.
القرفة والدهون الثلاثية: فوائد قلبية وعائية
الدهون الثلاثية هي نوع من الدهون التي توجد في الدم، وارتفاع مستوياتها يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. القرفة يمكن أن تلعب دورًا في خفض هذه الدهون:
- خفض الدهون الثلاثية: أظهرت الدراسات أن تناول القرفة يمكن أن يؤدي إلى خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم بنسبة تصل إلى 23%. هذا التأثير يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي أو لديهم مستويات عالية من الدهون الثلاثية.
- تحسين ملف الدهون العامة: بالإضافة إلى خفض الدهون الثلاثية، تساعد القرفة في تحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتقليل مستويات الكوليسترول السيء (LDL).
كيفية تضمين القرفة في النظام الغذائي
للاستفادة من فوائد القرفة على سكر الدم والدهون الثلاثية، يمكن تناولها بطرق متنوعة:
- إضافتها إلى المشروبات: يمكن إضافة القرفة إلى القهوة، الشاي، أو العصائر الطبيعية.
- استخدامها في الطهي: يمكن رش القرفة على الحبوب، الشوفان، أو حتى استخدامها في تحضير الحلويات الصحية.
- المكملات الغذائية: إذا كنت تفضل الحصول على فوائد القرفة بشكل مركز، يمكن تناولها كمكمل غذائي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء بأي مكملات.
التحذيرات والتوصيات
على الرغم من فوائد القرفة العديدة، يجب الانتباه إلى بعض التحذيرات:
- الاستهلاك المفرط: الإفراط في تناول القرفة، وخاصة القرفة الكاسيا، قد يكون ضارًا بسبب احتوائها على كميات كبيرة من مادة الكومارين، التي قد تسبب تلف الكبد عند تناولها بكميات كبيرة.
- التفاعل مع الأدوية: القرفة قد تتفاعل مع بعض الأدوية، خاصة تلك التي تؤثر على مستويات سكر الدم أو مضادات التجلط. من المهم استشارة الطبيب قبل دمج القرفة في النظام الغذائي إذا كنت تتناول أدوية.
الخلاصة: القرفة كجزء من نمط حياة صحي
تعتبر القرفة إضافة رائعة لأي نظام غذائي صحي، خاصة للأشخاص الذين يسعون إلى تحسين تنظيم سكر الدم أو خفض مستويات الدهون الثلاثية. ومع ذلك، يجب تناولها باعتدال وكجزء من نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة النشاط البدني بانتظام.
تعليقات
إرسال تعليق